جمعتهما صلة الدم ومن بعدها صداقة عميقة، لم يفرقها سوى عجلات القطار التي دهست أجسادهما البريئة على شريط السكة الحديد بدشنا شمال قنا، لتنتهى قصة صداقة يتحاكى عنها الجميع في قريتهما الصبريات، التي لا تبعد كثيراً عن مسرح المأساة التي أحزنت القرية بكاملها، حيث جرى دفن الصديقان في مقبرتين متفرقتين، وإن كانتا قريبتان من بعضهما البعض.
كعادتهما التقى الصديقان واتفقا على الذهاب سوياً إلى مدينة دشنا، دون أن يدرى بخلدهما أنها سوف تكون الرحلة الأخيرة التي تجمعهما في الدنيا، لتبدأ رحلة أخرى في عالم الخلود، فقد تحطمت أحلامهما وتناثرت أجسادهما على شريط السكة، أثناء محاولتهما عبور المزلقان.
صداقة قوية
خالد ورأفت، شابان يتمتعان بأخلاق طيبة ينتميان لعائلة واحدة، ولا يفصلهما في العمر سوى عام واحد فقط، لكن علاقة صداقة قوية، جمعتهما منذ أعوام استمدت قوتها ومتانتها من صلة القرابة التي تجمعهما، فلا يمر واحد منهما في طريق بالقرية إلا ومعه الآخر، يتقاسمان التواجد في الأفراح والأحزان، ويتشاركان جلسات المقاهى والسفر، يتبادلان الحكايات والنصائح.
مراسم تشييع جثمانى الصديقين، لم تقل مرارة عن مشهد دهس شابين في مقتبل حياتهما، والذى أوجع قلوب الحاضرين وقت الحادث، حيث جرى تشييع جثامينهم إلى مقابر العائلة بقرية الصبريات، وسط حالة من الحزن والآسى بين رجال وشباب القرية، صاحبتها صرخات وآهات لا تنقطع من نسوة القرية اللائى تربطهن صلات دم أو نسب مع الفقيدين.
سرادقات عزاء
فيما تحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، إلى سرادقات عزاء تنعى الفقيدين، واصفين إياهم بأنهم يتمتعان بأخلاق وعلاقات طيبة تجمعهما بالكثير من الأهالى، فضلاً عن صداقتهما التي كانت مثالاً للصداقة الحقيقية، داعين المولى عز وجل أن يتغمدهما بواسع الرحمة والمغفرة، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان على الفراق.
وكانت أجهزة الأمن بـ قنا، تلقت إخطاراً من غرفة العمليات، يفيد مصرع شابين، أسفل عجلات قطار على مزلقان قرية الحلاوية بنطاق مركز دشنا، وتبين مصرع كل من: خالد أكرم أبوالوفا ٢٠ عاماً، رأفت عبدالفتاح محمد ١٩ عاماً " ينتميان لعائلة واحدة ويقيمان بقرية الصبريات".
0 تعليق