قال مجمع البحوث الإسلامية، إنه عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم فِيْمَا يَرْوِيْهِ عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ الله كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ؛ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ إِلىَ أَضْعَاف كَثِيْرَةٍ. وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً،وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً".
والقيام بالسيئة له أحوال الحالة الأولى: أن يهم بالسيئة أي يعزم عليها بقلبه،وليس مجرد حديث النفس، ثم يراجع نفسه فيتركها لله عزّ وجل، فهذا هو الذي يؤجر، فتكتب له حسنة كاملة، لأنه تركها لله ولم يعمل حتى يكتب عليه سيئة.
والحالة الثانية، أن يهم بالسيئة ويعزم عليها لكن يعجز عنها بدون أن يسعى بأسبابها: كالرجل الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليت لي مثل مال فلان فأعمل فيه مثل عمله وكان فلان يسرف على نفسه في تصريف ماله، فهذا يكتب عليه سيئة، لكن ليس كعامل السيئة، بل يكتب وزر نيته،كما جاء في الحديث بلفظه: "فَهوَ بِنيَّتهِ"، فَهُمَا في الوِزرِ سواء.
وأوضح أن إثبات كتابة الحسنات والسيئات وقوعاً وثواباً وعقاباً، لقوله إن الله كتب الحسنات والسيئات وإن الحسنات الواقعة والسيئات الواقعة قد فرِغ منها وكتبت واستقرت.
معنى الحسنات يذهبن السيئات
قال مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إن من فعل سيئة فليبادر بعمل حسنة حتى تمحوها.
وأضاف مجمع البحوث، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “استعينوا على السيِّئات القديمات، بالحسنات الحديثاتِ؛ وإنَّكم لنْ تجدوا شيئًا أذْهبَ بسيئةٍ قديمة، من حسنةٍ حديثة. الحسن البصري رضي الله عنه”.
وقال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن من فضل الله وواسع كرمه أن الحسنات يذهبن السيئات وليس العكس، وهذا الشيء يدعو الإنسان إلى الفرح بالله وأن له ربا كريما، إذا عاد قبله وأدخله في رحمته، كما أن من كرم الله بعباده أنه يوجههم لطريقة عبادته.
وأضاف وسام، خلال برنامج "فتاوى الناس" على فضائية “الناس”، أن الله هو الذي يوفق الإنسان للعبادة ولا منة للعبد على الله في العبادة، كما أن الإنسان عندما يذنب ذنبا ويتوب ويستغفر الله فإن الله يمحو هذا الذنب له.
وتابع: "إن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول فى حديثه الشريف «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» وكذلك الحديث الشريف «إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيئو النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل».
وقال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، إن من فعل ذنب أو معصية فعليه أن يستغفر الله ويتوب إليه.
وأضاف "جمعة"، خلال لقائه فى برنامج "من مصر"، المذاع عبر فضائية CBC،مع الإعلامي عمرو خليل، أن من فعل الخطيئة أو الخطأ فعليه أن يبادر بفعل الحسنة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"اتق الله حيث كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن"، كذلك عندما كان الصحابة يفعلون ذنب أو معصية ويأتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويتعرفون له فيقول لهم (أذهب وتوضأ)، لأفتا الى أنه هناك فرق بين الخطيئة والخطأ، فالخطيئة بقصد والخطأ من غير قصد.
وأشار إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك لنا 40 خصلة فى باب محو السيئات، منها الوضوء، صلاة ركعتين، الصدقة، تبسمك فى وجه اخيك، أعلاها "منيحة العنز" وتعني أن من كان لديه ماعز وسلفها لحد من جيرانه أو لأقاربه حتى يحلبها ويشرب اولاده منها اللبن ثم ردها له مرة أخرى فتمحو عنه سيئة ويأخذ حسنة، فهذه 40 خصلة العامل بواحدة منها رجاء ثوابها وتصديق موعدها أدخله الله بها الجنة.
وتابع قائلا: “من فعل سيئة فعليه أن يبادر بعمل الحسنة بمعنى يسبح الله ويستغفره أو يتصدق أو يصلي ركعتين، أو يتوضأ، فالوضوء ينقي الإنسان من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس”.
0 تعليق