بطل مجهول في مواجهة التغير المناخي.. ماذا نعرف عنه؟ - لايف نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في الوقت الذي يتسابق فيه العلماء حول العالم لإيجاد حلول فعالة لمواجهة التغير المناخي، كشفت دراسة جديدة عن "بطل منسي" في هذه المعركة، يتمثل في نوع من الفطريات يُعرف باسم "الفطريات الجذرية الخارجية" (Ectomycorrhizal)، التي تلعب دورا محوريا في امتصاص الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه في التربة، لكنها لا تزال إلى حد كبير غير مكتشفة بالكامل.

بطل مجهول في مواجهة التغير المناخي

الدراسة التي نشرتها دورية Current Biology في 9 يونيو 2025، أجراها فريق بحثي دولي، وخلصت إلى أن نحو 83% من أنواع هذه الفطريات لا تزال غير موصوفة علميا حتى الآن، رغم مساهمتها الكبرى في الحفاظ على استقرار النظام البيئي العالمي.

كائنات قديمة بأدوار حديثة

تُعد الفطريات من أقدم الكائنات الحية على سطح الأرض، حيث يعود وجودها إلى مئات الملايين من السنين.

وهي كائنات حقيقية النواة تعتمد في غذائها على غيرها، إذ لا تستطيع القيام بالبناء الضوئي.

 ومن بين أنواعها، تشكل الفطريات الجذرية الخارجية شبكة معقدة حول جذور النباتات، في علاقة تكافلية تضمن تبادل المنافع: الفطر يزود النبات بالعناصر الغذائية، مقابل حصوله على السكريات.

سحب ثاني أكسيد الكربون 

لكن ما يميز هذه الفطريات أكثر هو قدرتها على سحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه في عمق التربة، ما يجعلها عنصرا حيويا في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري.

الغابات الاستوائية كنز مهدد بالإهمال

تنتشر الفطريات الجذرية الخارجية في مناطق حيوية مثل الغابات الاستوائية في إفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأمريكا الجنوبية، وهي مناطق تعاني غالبا من ضعف التمويل العلمي، مما يعوق الجهود البحثية الرامية إلى دراسة هذه الفطريات وحمايتها.

ويحذر الباحثون من أن إهمال هذه الأنواع يُهدد بفقدانها قبل حتى اكتشافها، ما قد يخل بالتوازن البيئي ويحرم العالم من أحد أهم أدواته الطبيعية في تنظيم المناخ.

الحمض النووي يكشف المجهول

في ظل صعوبة تتبع هذه الفطريات عبر الوسائل التقليدية، يعتمد العلماء على تحليل ما يُعرف بـالحمض النووي البيئي (eDNA) — وهي المادة الوراثية التي تتركها الكائنات في بيئتها — ويتم استخراجها من التربة وجذور النباتات.

ومن خلال مقارنة تسلسل الحمض النووي مع قواعد بيانات حيوية، يمكن تصنيف الأنواع المكتشفة أو غير المعروفة.

 ووفقا للتقديرات، فإن عدد الأنواع المعروفة لا يتجاوز 155 ألفا من إجمالي يقدر بنحو 2 إلى 3 ملايين نوع فطري على كوكب الأرض.

دعوة عالمية لحماية الكائنات المنسية

تشير الدراسة إلى أن الفطريات الجذرية الخارجية تشكل علاقات تكافلية مع حوالي ربع الغطاء النباتي العالمي، وتُسهم في امتصاص أكثر من 9 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. ومن هذا المنطلق، يدعو الباحثون إلى تعزيز التعاون الدولي وتوفير التمويل اللازم لإجراء مزيد من الأبحاث، بهدف حفظ هذه الأنواع الحيوية التي تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة أزمة المناخ.

أخبار ذات صلة

0 تعليق