عُقد بمقر الجامع الأزهر الملتقى الأسبوعي المخصص للمرأة، حيث تناولت الدكتورات لمياء متولي وزينب سري وحياة العيسوي، عددًا من القضايا الشرعية المرتبطة بأداء العمرة وتكرارها، وبيان أولويات العمل الخيري والبر المجتمعي في ظل التحديات الاقتصادية.
وأكدت د. لمياء متولي، أستاذة الفقه بجامعة الأزهر، أن العمرة في مذهب المالكية وأكثر الحنفية تُعد سنة مؤكدة مرة واحدة في العمر، بينما يراها الشافعية والحنابلة فريضة لمرة واحدة، مشيرة إلى أن تكرار العمرة ليس واجبًا، بل تطوع يُفضل فيه مراعاة تقديم الأهم.
وأضافت أن الصدقة قد تُقدم على العمرة في بعض الحالات، خصوصًا عند تزاحم المصالح أو وجود حاجات ملحة في المجتمع، وفقًا لمقاصد الشريعة.
وتحدثت د. زينب سري عن "بدائل العمرة" من منظورين، الأول لمن يستطيع أداء العمرة لكنه يعيش ظروفًا اجتماعية ضاغطة، والثاني لمن لا يملك القدرة المادية.
وأشارت إلى أن مساعدة الفقراء والغارمين ودعم المحتاجين تُعد بدائل ذات أجر عظيم، خصوصًا عندما تؤدي إلى استقرار المجتمع وتحقيق التكافل، مستشهدة بالحديث الشريف عن أجر من صلى الصبح وجلس يذكر الله حتى طلوع الشمس.
من جانبها، أوضحت د. حياة العيسوي أن البر لا يقتصر على الاتجاه في الصلاة، بل يشمل الإيمان والعمل الصالح ومساعدة المحتاجين، مستدلة بقوله تعالى:
﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ﴾، مؤكدة أن البر الحقيقي يتجلى في الإحسان والطاعة والصدق وتقديم الخير، خاصة في وقت الشدة.
ويأتي الملتقى ضمن سلسلة من الفعاليات التوعوية التي ينظمها الجامع الأزهر لتثقيف المرأة دينيًا، وتعزيز مشاركتها في خدمة المجتمع من منطلقات شرعية وعملية.
0 تعليق