لماذا تشعر بدوخة عند ركوب السيارات الكهربائية؟.. حقيقة علمية - لايف نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رغم ما توفره السيارات الكهربائية من راحة وسلاسة وهدوء في القيادة، بدأت شكاوى الركاب، خاصة من يجلسون في الخلف، تتزايد بشأن الشعور بدوار الحركة داخل هذه المركبات الحديثة. 

وبحسب تقارير متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن بعض الركاب يشعرون بالغثيان حتى في الرحلات القصيرة. فهل هي مشكلة حقيقية؟ الإجابة: نعم، ويؤكدها العلم.

السيارات الكهربائية تغير تجربة الركوب

بخلاف السيارات التقليدية ذات محركات البنزين، تعتمد السيارات الكهربائية على محركات توفر عزمًا كاملاً وفوريًا بمجرد الضغط على دواسة الوقود. 

هذه الخاصية، رغم كونها مثيرة للإعجاب، تخلق تغيرات مفاجئة في التسارع يمكن أن تكون مربكة لجسم الراكب، خاصة في المقاعد الخلفية حيث لا يرى الشخص الطريق أمامه بوضوح.

إذا انتقل السائق حديثًا من سيارة تقليدية إلى كهربائية، فقد لا يكون معتادًا على التحكم الدقيق في دواسة التسارع. 

والنتيجة هي تذبذب في السرعة يزيد من احتمالية شعور الركاب بالغثيان. ينصح الخبراء في هذه الحالة باستخدام "وضع القيادة الاقتصادية"، الذي يقلل من استجابة السيارة لدواسة الوقود ويجعل القيادة أكثر سلاسة.

الكبح المتجدد: المسبب الخفي للغثيان

واحدة من أهم مزايا السيارات الكهربائية هي خاصية الكبح المتجدد، التي تعيد الطاقة إلى البطارية عند التباطؤ. 

لكنها، في الوقت نفسه، تخلق تباطؤًا مفاجئًا بمجرد رفع السائق قدمه عن دواسة الوقود. 

وفي حالة استخدام "وضع الدواسة الواحدة"، فإن السيارة تبدأ بالفرملة بشكل تلقائي، مما يؤدي إلى إحساس غير معتاد بالتوقف التدريجي والمستمر، وهو ما قد يشعر الركاب بالغثيان.

الدماغ يفتقد الإشارات المألوفة

جزء من المشكلة يعود أيضًا إلى أن عقولنا معتادة على مؤثرات حسية معينة أثناء التنقل، مثل الاهتزازات، وصوت المحرك، وحتى روائح الوقود، وهي إشارات غير موجودة داخل السيارات الكهربائية الهادئة. 

غياب هذه "المؤثرات المرجعية" يفقد الجسم توازنه الحسي ويزيد من فرص دوار الحركة، حتى وإن كانت السيارة تسير بسلاسة.

يُنصح السائقون الجدد بالتمهل وتجنب التسارع أو التباطؤ المفاجئ.

ومن الأفضل للركاب الذين يعانون من دوار الحركة الجلوس في المقاعد الأمامية أو النظر عبر النوافذ إلى نقطة ثابتة في الأفق.

قد يقلل تفعيل الوضع الاقتصادي للقيادة من آثار التسارع المفاجئ.

في بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى أدوية خفيفة مضادة لدوار الحركة عند الضرورة.

تمثل السيارات الكهربائية مستقبل التنقل، لكن طبيعتها الخاصة تُعيد تشكيل الطريقة التي يتفاعل بها الإنسان مع السيارة. 

وبينما تقدم تجربة قيادة محسنة من نواحٍ كثيرة، إلا أنها أيضًا تطرح تحديات جديدة على الركاب، وخاصة أولئك الذين لم يعتادوا بعد على غياب الضوضاء والاهتزازات.

أخبار ذات صلة

0 تعليق