يتساءل عدد كبير من المصلين عن كيفية إسباغ الوضوء على المكاره، حيث يرغب كل مسلم في معرفة كل ما يتعلق بالأحكام الشرعية عن الوضوء لأنه من دونه تفسد الصلاة وتكون باطلة وفي السطور التالية نتعرف على كيفية إسباغ الوضوء وما الفرق بينه وبين إسباغ الوضوء على المكاره.
كيفية إسباغ الوضوء
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن إسباغ الوضوء يكون بإكماله وإتمامه وإعطاء كل عضو حقه، ويتحقق بالماء البارد والدافئ على السواء، وأما "إسباغُ الوضوء على المكاره" فمعناه: أن يحرص المكلف على غسل أعضائه ويتمم مسح رأسه وأذنيه، مع ما قد يعتريه من مشاقَّ عند وضوئه يمكن تحملها كالوضوء بالماء البارد في الشتاء القارص، وكذا كل حال يُكرِه المسلم فيها نفسه على الوضوء متى تمكن من الوضوء ولم يترتب على ذلك ضرر به.
وأضافت دار الإفتاء، في فتوى لها عبر موقعها الإلكتروني، أما إذا تضرر من الوضوء بالماء البارد في الشتاء فاستعماله للماء الدافئ أولى، بل يثاب بترك الوضوء بالماء الشديد البرودة الذي يُلحق به ضررًا من استعماله أو يمنع من إسباغ الوضوء على الوجه الكامل، وحديث "إسباغ الوضوء على المكاره" مقيدٌ بالمشقة غير الشديدة.
وتابعت الإفتاء "ورد إسباغ الوضوء في السنة النبوية المطهرة، فعن رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّهَا لَا تَتِمُّ صَلَاةُ أَحَدِكُمْ حَتَّى يُسْبِغَ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَيَمْسَحَ بِرَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ يُكَبِّرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيَحْمَدَهُ، ثُمَّ يَقْرَأَ مِنَ الْقُرْآنِ مَا أَذِنَ لَهُ فِيهِ وَتَيَسَّرَ» أخرجه أبو داود والنسائي".
هل يفسد الوضوء لشخص مصاب بجروح؟
كشف الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن حكم الوضوء لشخص مصاب بجروح، مشيرا إلى أن الصحابة كانوا يحاربون وكانوا يدخلون الغزوات ويصلون بهم جروح، وكان الصحابة يصلون بالملابس التي بها دم نتيجة المشاركة فى الغزوات".
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن " الدم ليس نجسا إذا صلي فيه الإنسان.. ولو كان فيه جرح أو دم فهذا لا يفسد الوضوء.. والدم إذا خرج من أحد السبيلين يفسد الوضوء.. أم الدم نتيجة الجروح هذا ليس بنجس".
متى يتم المسح على الخفين والجوارب؟
أكدت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن المسح على الخف أو الحذاء الملبوس بدلًا من غسل القدمين في الوضوء هو رخصة شرعية ثابتة في السنة، ولكن لها ضوابط وشروط يجب الالتزام بها حتى تكون صحيحة.
وقالت عضو الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم الاثنين: "أول شرط لصحة المسح على الخفين أن يكونا قد لُبسا بعد طهارة كاملة، أي بعد وضوء صحيح غُسلت فيه القدمان".
وأضافت عضو الأزهر للفتوى، أن من الشروط أيضًا أن يكون الخف أو الحذاء مما يمكن متابعة المشي عليه دون أن يتلف بسهولة، وأن يكون مانعًا لوصول الماء إلى القدم عند المسح، وإلا فلا فائدة من المسح عليه، موضحة أن مدة المسح تختلف بحسب الحال، فالمقيم يُسمح له بالمسح يومًا وليلة، أما المسافر فله أن يمسح ثلاثة أيام بلياليها.
وفي سياق متصل، تحدثت عن مبطلات الوضوء، موضحة أنها تشمل كل ما يخرج من السبيلين، مثل البول أو الغائط أو الريح، مؤكدة أن خروج أي شيء من القبل أو الدبر يُبطل الوضوء ويستلزم الإعادة قبل الصلاة.
كما أشارت إلى أن الحائض والنفساء لا يُطلب منهما الوضوء أثناء فترات الحيض أو النفاس، لأن الصلاة غير واجبة عليهما في هذه الحالة، وبالتالي لا أثر شرعي للوضوء حتى ينقطع الدم وتغتسل المرأة، وأن الطهارة لا تكون صحيحة بوجود مانع شرعي مثل الحيض.
وتابعت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى "من مبطلات الوضوء أيضًا زوال العقل، سواء بسبب الإغماء أو السكر أو غيره، فإذا عاد العقل وجب الوضوء من جديد، وكذلك النوم إذا كان نومًا عميقًا غير متمكن، أي لم يكن الشخص في وضع يمكنه فيه التحكم بجسده، وهذا ما عليه جمهور الفقهاء".
واستطردت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى "فقه الطهارة من أهم أبواب الدين، وهو المدخل لكل عبادة، والوضوء الصحيح هو جسر العبور للصلاة المقبولة، ولذلك يجب على المسلم أن يتعلم شروطه وأحكامه، وأن يحرص على إتقانه والالتزام بآدابه".
0 تعليق