تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية العديد من المنشورات التي تتحدث عن ارتفاع غير مسبوق في درجات حرارة سطح البحر المتوسط، وتحذيرات من موجات مناخية قاسية وغير اعتيادية قد تضرب المنطقة خلال فصل الصيف.
وتفاعل عدد كبير من المتابعين مع هذه الأخبار، ما بين قلق من التأثيرات المحتملة على الطقس في مصر، وتساؤلات حول مدى صحة هذه المعلومات وأسبابها العلمية.
وبالتزامن مع هذا الجدل، أكد عدد من خبراء الأرصاد الجوية أن المنطقة بالفعل تشهد تغيرات مناخية ملموسة نتيجة الاحترار العالمي، وهو ما يظهر بشكل واضح في ارتفاع متوسط درجات حرارة سطح البحر المتوسط، الأمر الذي قد يؤدي إلى اضطرابات جوية أكثر حدة خلال الفترات القادمة.
وقالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، إن متوسط درجات الحرارة على سطح البحر المتوسط شهد ارتفاعًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، حيث وصلت القيم إلى 26.3 درجة مئوية، وهي أعلى من المعدلات الطبيعية المعتادة، مما يعكس تأثيرات واضحة للتغيرات المناخية والاحتباس الحراري العالمي.
وأكدت غانم أن هذا الارتفاع يمثل مؤشرًا على حدوث تطرف مناخي متزايد في المنطقة، وظهور ظواهر جوية غير معتادة، نتيجة ارتفاع معدلات التبخر الناتجة عن سخونة المسطحات المائية، الأمر الذي يؤدي إلى تطور الحالات الجوية وزيادة حدتها.
وأضافت أن هذا التغير لا يقتصر تأثيره على مصر فقط، بل يشمل كل دول حوض البحر المتوسط، مما يستوجب الحذر والتأهب المستمر في متابعة الأحوال الجوية، خاصة مع ازدياد فرص تعرض المنطقة لحالات جوية قوية وغير معتادة.
وأوضحت منار أن كل حالة جوية تختلف من حيث الشدة والتأثير حسب المنطقة والتوقيت، مشيرة إلى أن ما نشهده حاليًا من تطورات مناخية خلال فصل الصيف هو نتيجة مباشرة للاحتباس الحراري، وهو ما يتطلب وعيًا مجتمعيًا بأهمية التغيرات المناخية وتأثيراتها المباشرة على حياتنا اليومية.
وشددت على أهمية المتابعة المستمرة للنشرات الجوية من هيئة الأرصاد، خاصة أن التنبؤات يمكن أن تتغير بشكل سريع، وهو ما يستدعي اليقظة والجاهزية لمواجهة أي تطورات مناخية مفاجئة.
0 تعليق