نهاية صادمة.. ديوجو جوتا يودّع العالم في حادث مأساوي يهز الوسط الرياضي - لايف نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

استفاق العالم الرياضي، صباح الخميس، على فاجعة مدوية هزّت قلوب عشاق كرة القدم حول العالم، بعد الإعلان رسميًا عن وفاة النجم البرتغالي ديوجو جوتا، لاعب ليفربول الإنجليزي والمنتخب الوطني، في حادث سير مروّع بإسبانيا، أسفر كذلك عن مصرع شقيقه الأصغر أندريه جوتا. نبأ كان كفيلًا بإغراق الملاعب الأوروبية والعالمية في بحر من الصدمة والدموع، حيث فقدت اللعبة أحد أكثر لاعبيها تواضعًا وشغفًا.

حادث مأساوي في قلب الليل.. لحظات الرعب على طريق A-52

وقعت الحادثة المأساوية في الساعات الأولى من صباح الخميس، على الطريق السريع A-52 قرب بلدة "سيرناديا" بمقاطعة زامورا شمال غرب إسبانيا، تحديدًا عند الكيلومتر 65، بحسب ما أفادت به صحيفة "ماركا" الإسبانية و"ديلي ميل" البريطانية.


وكان ديوجو جوتا (28 عامًا) وشقيقه أندريه (26 عامًا) يقودان سيارة لامبورجيني فارهة عائدين من مناسبة خاصة، عندما انفجر أحد الإطارات فجأة أثناء محاولة تجاوز خطرة، لتفقد السيارة توازنها وتنقلب عدة مرات قبل أن تشتعل فيها النيران بشكل مروع.

بحسب شهود العيان، تحولت السيارة إلى كتلة من اللهب في غضون ثوانٍ، ولم يتمكن أحد من إنقاذ الشقيقين، اللذين تفحمت جثتاهما داخل المركبة قبل وصول فرق الإنقاذ، رغم البلاغات السريعة التي تلقاها مركز طوارئ 1-1-2.

 زواج لم يكتمل.. وفراق بعد عشرة أيام من السعادة

ما زاد من مأساوية الحدث أن ديوجو جوتا كان قد احتفل بزفافه مؤخرًا، يوم 22 يونيو 2025، من صديقته "روت كاردوسو"، في حفل عائلي بهيج وصفه بنفسه عبر حساباته الرسمية بـ "اليوم الذي لن يُنسى".


وقد أنجب منها ثلاثة أطفال، وكان آخر منشور له على منصة X (تويتر سابقًا) عبارة عن أربع صور من حفل الزفاف مع تعليق: "نعم، إلى الأبد..." — وكأن القدر يكتب آخر سطر في الرواية قبل أن يطويها إلى الأبد.

 مسيرة كروية حافلة.. من شوارع بورتو إلى أنفيلد رود

ولد ديوجو جوتا في مدينة بورتو عام 1996، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية نادي باكوس دي فيريرا، حيث لفت الأنظار سريعًا بموهبته الهجومية وقدرته على اللعب في أكثر من مركز. خلال 47 مباراة مع النادي، سجّل 18 هدفًا وصنع 14.

انتقل بعدها إلى أتليتكو مدريد الإسباني في خطوة مفاجئة، لكنه لم يظهر معهم رسميًا، حيث أُعير مباشرة إلى نادي بورتو البرتغالي، ثم إلى وولفرهامبتون الإنجليزي، الذي وجد فيه بيئة ملائمة للانفجار الفني.

 ولعب جوتا مع وولفرهامبتون 131 مباراة، أحرز خلالها 44 هدفًا وصنع 19، ليخطف الأنظار ويصبح هدفًا لأندية القمة.

وفي صيف 2020، أعلن نادي ليفربول الإنجليزي التعاقد مع جوتا في صفقة قُدّرت بـ 44 مليون جنيه إسترليني، ليكون جزءًا من الجيل الذهبي للريدز تحت قيادة يورجن كلوب، إلى جانب محمد صلاح وساديو ماني.

مع ليفربول، خاض جوتا 182 مباراة رسمية، سجل خلالها 65 هدفًا وصنع 26، وساهم في تتويج الفريق بعدة ألقاب أبرزها كأس الاتحاد الإنجليزي، كأس الرابطة، ودرع المجتمع، فضلًا عن مشاركته في نهائيات دوري أبطال أوروبا.

 المنتخب البرتغالي.. رفيق كريستيانو ورمز لجيل الأمل

على الصعيد الدولي، كان جوتا من العناصر الأساسية في المنتخب البرتغالي، وشارك في تصفيات أمم أوروبا وكأس العالم. وقد شكّل ثنائيًا واعدًا مع كريستيانو رونالدو، الذي عبّر عن صدمته بعد الحادث، قائلاً في منشور عبر فيسبوك:
"لا أصدق ما حدث... لقد كنا معًا قبل أيام. أتقدم بأحر التعازي لعائلتك وأحبائك... ديوجو، أندريه، ارقدا في سلام، سنفتقدكما كثيرًا."

خارج المستطيل الأخضر.. شغف بالألعاب وحياة متواضعة

بعيدًا عن كرة القدم، عُرف ديوجو جوتا بشخصيته الهادئة والمتحفظة، وكان من محبي ألعاب الفيديو، وشارك أحيانًا في بطولات للرياضات الإلكترونية، خاصة في لعبة FIFA. ورغم نجوميته الكبيرة، لم تُسجل له أي تصرفات مثيرة للجدل، بل كان دومًا محبوبًا من زملائه وجماهير الأندية التي لعب لها.

 

ما زالت ردود الفعل تتوالى من الأندية الأوروبية، زملائه في الملاعب، وجماهيره حول العالم، في مشهد مؤثر يعكس حجم المحبة التي حظي بها جوتا.


ليفربول نشر بيانًا رسميًا قال فيه:"نحن محطمون... فقدنا لاعبًا رائعًا وإنسانًا أعظم. قلوبنا مع عائلته وكل من عرفه."

كما خيم الحزن على الملاعب البرتغالية، حيث وقفت الأندية دقيقة صمت تكريمًا لجوتا وشقيقه، فيما ارتدى اللاعبون شارات سوداء في التدريبات والمباريات.

 التحقيقات مستمرة... والكرة تودّع نجمًا لن يُنسى

بينما يستمر التحقيق لمعرفة التفاصيل الدقيقة للحادث، لا شك أن كرة القدم فقدت نجمًا من نجومها، ليس فقط بسبب أهدافه، بل لروحه العالية، وأثره الطيب على زملائه والجماهير.

جوتا رحل وهو في قمة عطائه الكروي، تاركًا وراءه زوجة مكلومة، أطفالًا فقدوا والدهم، وجمهورًا لن ينسى تلك الابتسامة الهادئة التي زينت الملاعب الأوروبية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق