دراسة بحثية من جامعة أم القرى: الصورة الفوتوغرافية أداة فعالة في تعزيز الهوية البصرية - لايف نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

18 يونيو 2025, 1:10 مساءً

كشفت دراسة بحثية من جامعة أم القرى عن إمكانية توظيف الصورة الفوتوغرافية كعنصر تصميمي متكامل في تجميل الفراغات الداخلية، مؤكدة دورها الحيوي في تعزيز الهوية البصرية، وتحقيق أبعاد جمالية ووظيفية تتجاوز حدود الاستخدام التقليدي للصور كديكور ثانوي.

وأجرت الدراسة الباحثة عفراء بنت عبدالرحمن أحمد حبيب الله من كلية التصاميم والفنون، ضمن تخصص التصميم الداخلي، وجاءت بعنوان: "رؤية مبتكرة في توظيف الصورة الفوتوغرافية في تجميل الفراغات الداخلية للمنشآت السكنية".

وسعت الدراسة إلى تقديم رؤية جديدة للصورة الفوتوغرافية بوصفها وسيطًا بصريًا غنيًا بالدلالات الثقافية والبيئية والوجدانية، يمكن توظيفه بذكاء داخل المساحات السكنية لإحداث تأثيرات نفسية إيجابية، وتعزيز الارتباط بالمكان، وتحقيق بيئات معيشية أكثر دفئًا وإنسانية.

واعتمدت الباحثة في دراستها على تحليل خمسة عشر نموذجًا تصميميًا من إعدادها، دمجت خلالها صورًا فوتوغرافية استلهمتها من ملامح البيئة السعودية الطبيعية والحضرية والثقافية، لتكون جزءًا أصيلًا من التكوين البصري للفراغ. وتنوعت هذه الصور بين عناصر تراثية، وتكوينات معمارية، ومشاهد طبيعية، حملت في طياتها رموزًا محلية عززت من هوية المكان وخصوصيته.

وسلطت النماذج الضوء على الكيفية التي يمكن من خلالها توظيف الصورة ضمن المعالجات التصميمية، بحيث تتفاعل مع العناصر الأخرى في الفراغ كالإضاءة، والألوان، والخامات، لتُنتج تكوينًا بصريًا متكاملًا يعزز الراحة النفسية، ويرتقي بجمالية التصميم.

وأكدت الدراسة أن دمج الصور الفوتوغرافية في التصميم الداخلي يسهم في خلق مساحات تعبيرية ذات بُعد عاطفي، خاصة عندما تعكس الصور ثقافة المكان وسياقه الاجتماعي، ما يعزز من شعور الانتماء والارتباط البصري لدى المستخدمين.

وأوصت الباحثة بضرورة إدراج الصورة الفوتوغرافية ضمن أدوات المعالجة التصميمية في القطاعات السكنية والسياحية والإدارية، وعدم حصر استخدامها في النطاق الجمالي فقط، بل تطوير استراتيجيات تصميمية تُراعي تأثير الصورة على الحالة النفسية والذوق العام.

كما دعت الدراسة إلى تشجيع المصممين على إنتاج محتوى بصري محلي يعكس البيئة السعودية الغنية، واستثماره داخل المشاريع المعمارية، بما يدعم توجهات المملكة نحو ترسيخ الهوية الوطنية في البيئات العمرانية، تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، وبرامج جودة الحياة، وضمن إطار عام الحِرَف 2025 الذي يهدف إلى إبراز الجماليات المحلية بصريًا وثقافيًا.

وتُعد هذه الدراسة من أوائل الدراسات التطبيقية التي تناولت الصورة الفوتوغرافية من منظور تصميمي في السياق السعودي، ووضعت إطارًا علميًا يمكن البناء عليه في تطوير مشاريع التصميم الداخلي التي تعتمد على البُعد البصري والثقافي كعنصر أساس.

وتمثل الدراسة مساهمة نوعية في دعم الاقتصاد الإبداعي المحلي من خلال تعزيز المحتوى البصري السعودي، وتوظيفه في قطاعات التصميم، بما يفتح آفاقًا جديدة أمام المصممين، ويعزز من دور الصورة كوسيلة فنية، وتعبيرية، وتنموية في آنٍ واحد.

أخبار ذات صلة

0 تعليق