21 يونيو 2025, 4:35 مساءً
تشهد منطقة عسير هذا الصيف طفرة سياحية غير مسبوقة، مع مؤشرات قوية على زيادة الإقبال المحلي لقضاء الإجازة الصيفية في مناطق جنوب المملكة، مدفوعة بعدة عوامل، أبرزها عزوف السعوديين عن السفر الخارجي نتيجة التطورات العسكرية الإقليمية، وارتفاع تكاليف السفر الخارجي، ما جعل السياحة الداخلية خيارًا مفضلًا هذا العام.
وقد سجلت الفنادق والشقق الفندقية في أبها وخميس مشيط معدلات إشغال كاملة منذ مطلع يوليو، في ذروة موسم صيف 2025، وسط ارتفاع كبير في الطلب. وبحسب بيانات إحصائية، ارتفعت الحجوزات بنسبة 40% مقارنة بصيف 2024، متأثرة بالفعاليات المتنوعة ضمن برنامج "صيف السعودية"، وتحسّن البنية التحتية، وتوسّع رحلات الطيران الداخلي.
وقال عدد من ملاك الشقق الفندقية في أبها إن الطلب غير مسبوق، حيث يتم حجز معظم الوحدات قبل أسبوعين على الأقل، مؤكدين أنهم يواجهون ضغطًا كبيرًا منذ بداية يونيو، إذ وصلت نسبة الإشغال إلى 100% مع بداية يوليو، وارتفعت الأسعار بنحو 30% نتيجة الطلب المرتفع.
كما شهدت المنطقة الجنوبية بشكل عام، بما في ذلك الباحة والطائف، زيادات مماثلة في الأسعار تراوحت بين 20% إلى 40% مقارنة بصيف العام الماضي، خصوصًا في عطلات نهاية الأسبوع. وأكد عدد من مشغلي الفنادق أن الطاقة الاستيعابية لا تكفي لتغطية الإقبال المحلي الواسع، ما ساهم في تحريك الأسعار صعودًا بشكل ملحوظ.
وبحسب بيانات هيئة السياحة، تضم منطقة عسير نحو 4,500 غرفة فندقية موزعة بين فنادق ومنتجعات وشقق مفروشة، إلا أن الطلب المتسارع كشف عن وجود فجوة كبيرة بين العرض والطلب، ما دفع الجهات المختصة إلى إعادة النظر في خطط التوسع والتحفيز الاستثماري في قطاع الإيواء.
ويرى مراقبون أن الإقبال الكبير هذا العام يعيد ترتيب خريطة السياحة الداخلية في المملكة، ويمنح عسير فرصة ذهبية للتحول إلى وجهة صيفية رئيسية ودائمة، خصوصًا مع دخول المنطقة ضمن أولويات التنمية السياحية في رؤية المملكة 2030، والتي تستهدف رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي وزيادة عدد الزوار سنويًا.
0 تعليق