في خطوة عاجلة، كثّفت الولايات المتحدة، عمليات إجلاء مواطنيها من منطقة الشرق الأوسط، وسط مخاوف من رد إيراني محتمل على الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، وأصدرت وزارة الخارجية تحذيرات مشددة للأمريكيين حول العالم، وأمرت بمغادرة موظفيها غير الأساسيين من لبنان، بينما تتزايد التوترات الإقليمية التي تهدد أمن المواطنين والمصالح الأمريكية.

وتتزايد المخاوف من رد إيراني قد يستهدف مصالح الولايات المتحدة، ما دفع وزارة الخارجية لإصدار تنبيه عالمي، يحث المواطنين الأمريكيين على توخي الحذر، وأشار التنبيه إلى اضطرابات السفر وإغلاق الأجواء في الشرق الأوسط، مع احتمال ظهور مظاهرات مناهضة للولايات المتحدة، وفي تركيا، طُلب من الموظفين الأمريكيين الحفاظ على مظهر منخفض وتجنب السفر إلى منطقة أدانا، حيث تضم قاعدة إنجرليك الجوية، خشية تصاعد المشاعر المعادية للسياسة الأمريكية، وفقًا لـ"أسوشيتد برس".

وفي إسرائيل، ضاعفت واشنطن رحلات الإجلاء إلى أوروبا، حيث غادر 67 مواطناً أمريكياً على متن رحلتين إلى أثينا، وكان من المقرر تسيير أربع رحلات إضافية أمس، لكن إغلاق الأجواء الإسرائيلية بعد الضربات الأمريكية أدى إلى إلغاء ثلاث منها، وتخطط السفارة الأمريكية لإعادة جدولة هذه الرحلات اليوم (الإثنين)، مع رحلات إضافية إلى روما وقبرص، كما وصلت سفينة سياحية تقل أكثر من ألف مواطن أمريكي، بينهم شباب يهود في جولة منظمة، إلى قبرص.

في لبنان، أمرت وزارة الخارجية موظفيها غير الأساسيين وعائلاتهم بمغادرة السفارة في بيروت، مشيرة إلى الوضع الأمني المتقلب، ولم تُعلن الوزارة عن مساعدات للأمريكيين الراغبين في مغادرة لبنان، واكتفت بالنصح باستخدام الخدمات التجارية، وفي العراق، يتواصل إجلاء الموظفين غير الأساسيين من السفارة في بغداد والقنصلية في أربيل، وهي عملية بدأت قبل الضربات الإسرائيلية على إيران، وغادر موظفون إضافيون العراق في إطار تقليص العمليات الدبلوماسية.

وسجّل أكثر من 7900 أمريكي طلبات للمساعدة في مغادرة إسرائيل، بينما طلب أكثر من ألف شخص المساعدة في إيران، حيث لا توجد بعثة دبلوماسية أمريكية، ويعيش في إسرائيل نحو 700 ألف أمريكي، كثير منهم يحملون الجنسية المزدوجة، بينما يتواجد آلاف الأمريكيين في إيران، معظمهم من أصحاب الجنسية المزدوجة، وحتى السبت الماضي نجح أكثر من 200 أمريكي في الوصول إلى أذربيجان عبر الطرق البرية، وتُجري السفارات الأمريكية مراجعات أمنية عاجلة.

وتُبرز هذه الإجراءات مدى تعقيد الوضع الإقليمي، مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وتعكس عمليات الإجلاء والتحذيرات الأمريكية استراتيجية استباقية لتفادي تداعيات محتملة، لكن، إلى أي مدى ستتمكن الولايات المتحدة من احتواء التصعيد، وما هي الخطوات المقبلة إذا نفّذت إيران تهديداتها؟