الإجازة بين الراحة واستثمار الوقت برؤية تربوية وإعلامية - لايف نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

23 يونيو 2025, 3:25 مساءً

قال الدكتور تركي بن فهد العيار أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود إنه مع حلول الإجازة الصيفية يتجدد الحديث عن كيفية استثمار هذا الوقت الثمين الذي ينتظره الكثيرون من مختلف الفئات العمرية، وخصوصًا فئة الشباب. وفي ظل التحولات السريعة التي يشهدها المجتمع، يبرز السؤال المهم: هل الإجازة هي فقط وقت للراحة، أم أنها فرصة لبناء الذات وتوسيع الأفق؟

من منظور تربوي وإعلامي لا يمكن النظر إلى الإجازة باعتبارها فقط فترة للراحة والخمول والكسل، بل على العكس فهي محطة لإعادة التوازن بين متطلبات الحياة العملية والدراسية من جهة، والجوانب النفسية والاجتماعية من جهة أخرى. فالفرد بحاجة إلى لحظات استرخاء، لكن بنفس القدر يحتاج إلى أن يخرج من هذه الإجازة وهو أكثر نضجًا وثراءً في تجاربه.

للأسف يقع كثير من الناس، وخصوصًا الشباب، في أخطاء شائعة عند التعامل مع الإجازة. فغياب التخطيط، والانغماس في ساعات طويلة من التسلية غير المفيدة أو الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية، من أبرز مظاهر هدر الوقت خلال هذه الفترة. كما أن البعض يُصاب بما يُعرف بـ«الفراغ السلبي»، حيث يشعر بالملل رغم امتلاكه الوقت، نتيجة غياب الأهداف والنشاطات البنّاءة.

ولكي تتحقق المعادلة الصعبة بين الترفيه والفائدة يُنصح بأن تتنوع الأنشطة خلال الإجازة. من ذلك:

الانخراط في برامج تدريبية أو تطوير مهارات مثل اللغات أو التقنية.

المشاركة في أنشطة تطوعية تعزز حس الانتماء والمسؤولية.

تخصيص وقت للقراءة والاطلاع، وزيارة الأماكن الثقافية والسياحية، وأيضًا ممارسة الهوايات أو اكتشاف اهتمامات جديدة.

بطبيعة الحال تأتي الأسرة كأول وأهم شريك في توجيه الأبناء خلال الإجازة. فبدلاً من ترك الأبناء ضحايا الفراغ أو التأثيرات السلبية، يمكن للأسرة أن تشاركهم في رسم خطة متوازنة، وتوفر لهم الدعم اللازم، سواء ماديًا أو معنويًا، لممارسة أنشطة هادفة تعزز من مهاراتهم وتنمي شخصياتهم.

ولا يقل دور وسائل الإعلام أهمية في هذا السياق. فالإعلام لا يقتصر على الترفيه أو نقل الأخبار، بل هو شريك في التوجيه والتثقيف. يجب أن تتبنى وسائل الإعلام رسائل توعوية تسلط الضوء على أهمية استثمار الوقت، وتقدم محتوى يعرض نماذج شبابية ملهمة. كما يمكن أن تلعب دورًا فاعلًا عبر حملات تحفيزية وبرامج تفاعلية تدمج الترفيه بالفائدة، خاصة عبر المنصات الرقمية التي أصبحت جزءًا من حياة الشباب اليومية.

في الختام أقول: الإجازة فرصة ثمينة، ليست فقط للهروب من ضغط الدراسة أو العمل، بل لبناء الذات وصياغة المستقبل. وبين الراحة والإنجاز هناك مساحة كبيرة يمكن أن نصنع فيها الفرق إذا أحسنا استغلالها.

أخبار ذات صلة

0 تعليق