يُفسر وصول الهند إلى مكانها الحالي.. دراسة سعودية ترصد "عمودًا شبحيًا" غامضاً من الصهارة تحت سلطنة عُمان - لايف نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

24 يونيو 2025, 2:13 مساءً

اكتشف باحثون في دراسة سعودية جديدة، "عموداً شبحياً" غامضاً تحت سلطنة عُمان، ويخرج هذا العمود الساخن من الصخور اللينة من نواة الأرض، ويندفع لأعلى من عمق 410 أميال (660 كيلومترًا) تحت سطح كوكب الأرض، لكن هذا العمود الشبح ظل مخفيًا لأنه لم يخترق سطح الأرض ولم يُشكّل براكين .

ووفقاً لصحيفة "الديلي ميل" البريطانية، في دراسة جديدة تمت بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في السعودية، أثبت الباحثون وجود "العمود الشبحي" تحت هضبة سلمى في سلطنة عُمان، وذلك من خلال البحث في سبب تباطؤ مرور موجات الزلازل في المنطقة.

ولأن موجات الزلازل تتحرك بشكل أبطأ عبر الصخور الساخنة اللينة، فهذه علامة رئيسية على وجود عمود صهارة مخفي أو شبحي تحت السطح.

طبقات الأرض الخمس

وبحسب الصحيفة، تتكون الأرض من خمس طبقات، هي:

القشرة: يصل عمقها إلى 70 كيلومترًا (43 ميلًا)، وهي الطبقة الخارجية للأرض، وتغطي كلاً من المحيطات واليابسة.

الوشاح: يصل عمقه إلى 2890 كيلومترًا، ويتكون من صخور غنية بالحديد والمغنيسيوم أكثر من القشرة الأرضية.

اللب الخارجي: يمتد إلى عمق 5150 كيلومترًا.

اللب الداخلي: يصل عمقه إلى 6370 كيلومترًا.

اللب الأعمق: داخل اللب الداخلي.

ومعروف أن الأرض تتحرك تحت أقدامنا، حيث تتحرك الصفائح التكتونية عبر الوشاح وتُحدث الزلازل نتيجة احتكاك هذه الصفائح التكتونية ببعضها.

ونقلت "الديلي ميل" عن الدكتور سايمون بيليا، الجيوفيزيائي والأستاذ المساعد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في السعودية، والباحث الرئيسي في الدراسة، قوله: "إن اكتشاف هذا العمود تذكير لنا بأن صمت سطح الأرض بلا زلازل أو براكين لا يعني أن طبقة الوشاح هادئة".

أعمدة الشبح

وبحسب الدراسة، فإن أعمدة طبقة الوشاح، هي أعمدة من الصخور الساخنة تتشكل عندما تتصاعد الحرارة من حدود اللب الخارجي الملتهب للأرض، على عمق حوالي 2890 كيلومترًا تحت السطح.

وعادةً من السهل العثور عليها لأنها تسبب البراكين على السطح حين تُجبر الصخور المنصهرة على الصعود.

ويقول الدكتور " بيليا": "عمود الشبح هو عمود وشاح، لكنه لا يتسبب بنشاط بركاني سطحي يمكن ملاحظته، مما يجعل هذا العمود "غير مرئي" للرصد الجيولوجي التقليدي أو شبح".

كيف تم اكتشاف العمود الشبح في عُمان؟

على الرغم من عدم وجود براكين في سلطنة عُمان، لاحظ الدكتور "بيليا" أن الموجات الزلزالية الناتجة عن الزلازل تتباطأ أثناء مرورها عبر هذه المنطقة.

وبتحليل طريقة انحناء هذه الموجات، أدرك الدكتور "بيليا"، احتمال وجود أسطوانة من الصخور الساخنة مختبئة تحت الأرض.

استخدم الدكتور بيليا وزملاؤه أدلة جيولوجية ومحاكاة حاسوبية لإظهار مدى توافق وجود عمود وشاح مع ما يعرفه الجيولوجيون بالفعل عن المنطقة.

وشكّلت هذه الأدلة مجتمعةً حجة قوية على وجود عمود شبحي مراوغ كامن تحت الأرض.

يقول الدكتور بيليا: "على الرغم من عدم وجود نشاط بركاني على السطح، إلا أن جميع إشارات العمود من أعماق الأرض موجودة".

وبناءً على هذه الأدلة، من المرجح أن يكون العمود أسطوانة يتراوح قطرها بين 125 و185 ميلًا (200-300 كيلومتر) ويمتد بعمق لا يقل عن 410 أميال (660 كيلومترًا ).

وتصل درجة حرارة الصخور داخل العمود البركاني إلى 300 درجة مئوية أعلى من درجة حرارة الوشاح المحيط به.

وقد أطلق الدكتور بيليا على هذا العمود اسم "داني" تيمنًا بابنه.

لا يُنتج نشاطًا بركانيًا

وعلى الرغم من أن هذه الصخور شديدة السخونة، إلا أن الباحثين يقولون إن العمود البركاني لا يُنتج نشاطًا بركانيًا بسبب وجود "غطاء" صخري بالقرب من السطح، وهو ما يعني أن العمود محاصر بين طبقتين.

وعلى عكس العديد من الأعمدة البركانية الأخرى، فإن هذه الطبقة الصخرية التي يبلغ سمكها 60 ميلًا (100 كيلومتر) تمنع العمود من الذوبان وصولًا إلى السطح.

ويقول الدكتور بيليا: "حتى لو كان العمود البركاني ساخنًا - وتشير بياناتنا إلى ذلك - فإن الضغط عند تلك الأعماق يجعل من الصعب جدًا تكوّن الذوبان ووصوله إلى السطح. لذا، فإن العمود البركاني موجود، ولكنه محاصر أساسًا".

ويقول الدكتور بيليا لحسن حظ شعب عُمان، إن عدم وصول الذوبان إلى السطح يجعل "من غير المرجح جدًا" أن يُنتج هذا العمود أي نشاط بركاني في المستقبل المنظور.

العمود سبب تحرك الهند إلى مكانها الحالي

ووفقًا للدراسة التي نُشرت نتائجها على الإنترنت في مجلة "رسائل علوم الأرض والكواكب"، قد يُفسر هذا العمود أيضًا سبب استمرار ارتفاع أجزاء من عُمان حتى بعد توقف الضغط التكتوني، حيث يقع العمود الشبح تحت هضبة سلمى، التي يبلغ عمرها حوالي 40 مليون سنة، مما يعني أن عمود "داني" قديمٌ بنفس القدر على الأقل.

أيضًا يتزامن هذا التوقيت مع اصطدام الصفيحة الهندية والصفيحة الأوراسية، وهذا ما دفع الباحثين إلى التفكير بأن عمود "داني" ربما يفسر سبب تحرك شبه القارة الهندية إلى مكانها الحالي.

وقد وقع الاصطدام بالقرب من عُمان، قبل أن تتحرك الصفيحتان شمالًا إلى مواقعهما الحالية.

وأعاد "بيليا" وزملاؤه بناء نموذج حاسوبي لمسار الصفيحة الهندية، ووجدوا أنها غيّرت اتجاهها قليلًا قبل 40 مليون إلى 25 مليون سنة.

وأوضح "بيليا": "أجرينا بعض الحسابات الأخرى، وأثبتنا بشكل أساسي أن الضغط على عمود "داني " المحاصر من جهتين هو سبب تغير زاوية الصفيحة الهندية".

كان الباحثون يعلمون بالفعل أن الأعمدة يمكنها إعادة توجيه الصفائح التكتونية، ولكن حتى الآن، وبسبب عدم معرفتهم بعمود "داني"، لم يربطوا هذا التحول في المسار بعمود محدد.

أخبار ذات صلة

0 تعليق